للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولسانه أن ينطق بالإفك، عين الله إلى الصديقين وهو يسمع لهم (١).

وروى عبد الله ابن الإِمام أحمد عن مالك بن دينار قال: قال داود عليه السلام: إلهي! من يسكن قبتك ويحل قدسك؟ قال: يا داود! الذي يتكلم بالحق بغير غش في قلبه، ولا زيغ في لسانه، ويعمل الصالحات، ويحب الذين يخشون الله، ويرذل في عينيه المسيء، ولا يعطي رزقه بالرياء، ولا يأخذ في دينه الرِّشا، وإذا حلف لصاحبه لم يكذبه، فإذا فعل ذلك فهو صديق صديق، ولا يضرع إلى الله بغرور.

وروى أبو الحسن بن جهضم عن سهل بن عبد الله التُّستَري رحمه الله قال: من أحبَّ أن يرى خوف الله في قلبه، ويكاشف بآيات الصديقين، فلا يأكل إلا حلالًا، ولا يعمل إلا في سنة أو ضرورة (٢).

وروى الدينوري في "المجالسة" عن ابن المبارك رحمه الله قال: قال لي وُهَيب بن الورد رحمه الله تعالى: إذا وقع العبد في ألهانِيَّة الرب، ومهيمنية الصديقين، ورهبانية الأبرار لم يجد أحدًا يأخذ بقلبه، ولا يلحقه عتبه (٣).

قال ابن قتيبة: ألهانية الرب مأخوذ من الإله؛ كأن القلب تأله عند التفكير في عظمته تعالى، يقول: إذا وقع العبد في عظمة الله تعالى


(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٢/ ٣٥٩).
(٢) ذكره أبو طالب المكي في "قوت القلوب" (٢/ ٤٧١).
(٣) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: ٥٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>