للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى أبو الحسن بن جهضم عن الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى قال: من أقام نفسه مواقف ذل في طلب الحلال، حشره الله تعالى مع الصديقين، ورفعه إلى الشهداء يوم القيامة (١).

وعن السَّرِي رحمه الله تعالى قال: ثلاثة من أحوال الصديقين:

- أن يكونوا بما في يد الله أوثق منهم بما في أيديهم.

- ومطالبون نفوسهم بما للناس عليهم.

- وإذا عُرِض أمران لله فيهما رضي، حملوا نفوسهم على أصعبهما وأشدهما، وإن كان فيه تلف نفوسهم.

قال أبو طالب المكي رحمه الله: وكان عبد الواحد بن زيد رحمه الله تعالى يحلف بالله عز وجل: ما تحول الصديقون صديقين إلا بالجوع [والسهر] (٢) (٣).

وروى ابن جَهْضَم عن السري رحمه الله -أيضًا- قال: استوصيت لبِشْرٍ بوصية، فقال: أخاف أوصيك بوصية يكون وَبَالها عليك، ثم عليَّ، فقلت: عليَّ ذاك، فقال: انظر بأي بدن توافي القيامة، وانظر من يحاسبك وبين يدي من تقف، واعلم أنَّك مسؤول لا محالة، فاستعد للسؤال جواباً, وللجواب صواباً، والزم بيتك، وحاسب نفسك، فإذا قدمت


(١) ذكره أبو طالب المكي في "قوت القلوب" (٢/ ٤٧٣).
(٢) زيادة من "قوت القلوب".
(٣) انظر: "قوت القلوب" لأبي طالب المكي (١/ ١٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>