للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال شيخ الإسلام الجد في "الدرر اللوامع": [من السريع]

عِنايَةُ اللهِ بِمَحْضِ الأفْضالْ ... لَيْسَتْ بِأَقْوالِ وَلا بِأَفْعالْ

فشأن المقرب في طلب القرب الاستعانة بالله تعالى مع تسليم الأمر إليه سبحانه، كما قال الشيخ العارف بالله أرسلان الدمشقي - رضي الله عنه - في "رسالته": إن سَلَّمْت قَرَّبك، وإن نازعت أبعدك.

ثم قال: إن تقربت به قربك، وإن تقربت بك أبعدك.

وقلت في نظم "الرسالة": [من الرجز]

سَلِّمْ يُقَرِّبْكَ وَإِلاَّ عَنْهُ بِكْ ... أَقْصاكَ هائِماً وَراءَ حُجُبِكْ

إِذا تَقَرَّبْتَ بِهِ يُقَرِّبُكْ ... أَوْ بِكَ يُقْصِيْكَ إِذَنْ وَيُتْعِبُكْ

وقال السياري رحمه الله تعالى: أضاف الله تعالى الأفعال إلى عباده بقوله: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} [الواقعة: ١٠]، ثم قال: {أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} [الواقعة: ١١]، ولو لم يكونوا مقربين لم يكونوا سابقين، ولو كانت الأفعال إليهم حقيقة لكانوا متقربين لا مقربين. انتهى.

ونشأ في الآية فهمان:

الأول: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} [الواقعة: ١٠] إلى الخيرات والمبرات؛

<<  <  ج: ص:  >  >>