للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} [الواقعة: ١١]؛ أي: الذين سبق لهم القضاء بالتقريب، كما قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا}؛ أي: عن جهنم {مُبْعَدُونَ} [الأنبياء: ١٠١] فهم مقربون بمعنى أن الله تعالى قضى بقربهم في الأزل.

وعليه: فلولا سابقة الحسنى التي سبقت لهم بالتقريب، لم يكونوا سابقين إلى الطاعات مسارعين إلى الخيرات.

وهذا هو الذي فهمه السياري من الآية.

وهؤلاء كلما سابقوا إلى خير، وسارعوا إلى خير، كان ذلك علامة قربهم السابق لهم في الأزل.

وقد أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ذلك بقوله في حديث الصحيحين: "اعْمَلُوا؛ فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ" (١).

ومن لطائف أخي العارف بالله العلامة شهاب الدين رحمه الله: [من الطويل]

إِذا ما أَرادَ اللهُ تَقْرِيْبَ مُبْعَدٍ ... وَساعَدَهُ سَعْدٌ وَسابِقَةُ الْحُسْنَىْ

تَكَلَّمَ تَوْفِيْقاً بِخَيْرِ لِسانِهِ ... يُصِيْبُ بِهِ مِنْ حَيْثُ يُخْطِئُ فِيْ الْمَعْنَىْ


(١) رواه البخاري (٤٦٦٦)، ومسلم (٢٦٤٧) عن علي - رضي الله عنه -.

<<  <  ج: ص:  >  >>