للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كنت] (١) ساخطاً لاهياً عما قسمت لك.

يا ابن آدم! أطعني فيما أمرتك، ولا تعلمني بما يصلحك؛ إني عالم بخلقي، أنا أُكرم من أكرمني، وأهين من كان عليه أمري، لست بناظر في حق عبدي حتى ينظر العبد في حقي (٢).

وقد روى ابن جهضم عن سهل قال: من نظر إلى الله قريباً منه بعد عن قلبه كل شيء سوى الله، ومن طلب مرضاته أرضاه الله، ومن أسلم قلبه تولى الله جوارحه (٣).

وعن حال الرضا والتحقق فيه [عبّر ذو النون المصري رحمه الله تعالى بقوله: من تقرب إلى الله بتلف نفسه، حفظ الله عليه عليه نفسه، كما رواه ابن جهضم، فعبر بتلف النفس عن محوها في مرضاة الله تعالى، وعدم الاعتداد] (٤) بها، والالتفات إلى ما تريد وتهوى، ومن ثمَّ كان الشهيد حياً عند الله تعالى مرزوقاً؛ لأنه أتلف نفسه في طلب رضى الله تعالى، وإنما يكون تلف النفس سبباً لحفظها إذا أتلفها صاحبها من حيث أُمر لا من حيث نهي، ألا ترى أنَّ الله تعالى يقول: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: ١٩٥]، ويقول تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} [النساء: ٢٩]؟


(١) طمس في "م".
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٤/ ٢٧).
(٣) ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١٠/ ٢٠٢).
(٤) ما بين معكوفتين لم يظهر في "م"، والمثبت من "ت".

<<  <  ج: ص:  >  >>