للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ظهره وصدره مكتوبٌ عليها: لا تباع ولا تشترى، وذو النون يتكلم على من حوله، فناداه سعدون: يا أبا الفيض! متى يكون القلب أميراً بعد ما كان أسيراً؟ فقال ذو النون: إذا اطَّلع الخبير على الضمير، فلا يرى إلا حبه اللطيف، فصرخ سعدون وخرَّ مغشياً عليه، فلما أفاق قال: يا أبا الفيض! أمن القلوب قلوبٌ تستغفر قبل أن تذنب؟ قال: نعم؛ تلك قلوب تُثَابُ قبل أن تطيع، فقال: اشرح لي، فقال: يا سعدون! أولئك قومٌ أشرقت قلوبهم بضياء روح اليقين، وأنست أبصارهم بصدق الناظرين، ثمَّ ولَّى - يعني: سعدون - وهو يقول: [من البسيط]

أَهْلُ الْمَحَبَّةِ ما نالُوْا الَّذِيْ وَجَدُوْا (١) ... حَتَّىْ بِخِدْمَتِهِ فِيْ لَيْلٍ انْفَرَدُوْا

هُمُ الْمُرِيْدُوْنَ وَالْمَوْلَىْ مُرادُهُمُ ... وَهُمْ سِواهُ مِنَ الأَحْبابِ لَمْ يُرِدُوْا

حَثُّوْا الْمَطايا سِراعاً نحو سيِّدهمْ (٢) ... وَاستمسكوا بالمليك الحي واعتمدوا (٣)


(١) في "مشيخة ابن البخاري": "نالوا الذي بلغوا" بدل "ما نالوا الذي وجدوا".
(٢) في "م" و"ت" "وربهم قصدوا"، والمثبت من "مشيخة ابن البخاري".
(٣) في "م" و"ت" "واعتصموا بالجليل واعتضدوا"، والمثبت من "مشيخة ابن البخاري".

<<  <  ج: ص:  >  >>