للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا جرم لأجل ذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِغَيْرِنا" (١).

وسيأتي هذا الحديث في محله.

وقال عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما: إني ألفيت أصحابي على أمر، وإني إن خالفتهم خشيت أن لا ألحق بهم. رواه ابن أبي شيبة (٢).

وقال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: لو أن رجلاً قام بين الركن والمقام يعبد الله سبعين سنة، لبعثه الله تعالى يوم القيامة مع من يحب (٣).

ثم إن من أراد أن يتشبه بقوم لمحبته إياهم؛ فإما أن يراهم ويخالطهم، أو لا؛ فإن رآهم وخالطهم كان أقرب إلى سريان طباعهم إليه ممن لم يرهم ولم يخالطهم، فله لذلك مزية ظاهرة على غيره، وقد اتفقت هذه الفضائل للصحابة رضي الله تعالى عنهم؛ رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - ولقيه ومخالطته والتسويد معه وصحبته والاقتداء به، فبذلك كانوا أفضل من غيرهم من أهل دائرة المحبة، وسكان دوحة الإيمان مع ما حصل لهم من فضيلة السبق.

وقد قيل: [من الطويل]


(١) رواه الترمذي (٢٦٩٥) عن عمرو بن العاص، وضعفه.
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) رواه الفاكهي في "أخبار مكة" (١/ ٤٧٠)، عن علي.

<<  <  ج: ص:  >  >>