للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَبَىْ الْحبُّ أَن يَخْفَىْ وَكَمْ قَدْ كَتَمْتُهُ ... فَأَصْبَحَ عِنْدِي قَدْ أَناخَ وَطَنَّبا

إِذا اشْتدَّ شَوْقيْ هامَ قَلْبِيْ بِذِكْرِهِ ... فَإِنْ رُمْتُ قُرْباً مِنْ حَبِيْبِيْ تَقَرَّبا

وَيَبْدُوْ فَأَفْنَىْ ثُمَّ أَحْيَىْ بِهِ لَهُ ... ويُسْعِدُنِيْ حَتَّىْ ألَذَّ وَأَطْرَبا

قال: فقلت لها: يا جارية! أما تتقين الله في مثل هذا المكان تتكلمين بهذا الكلام؟ فالتفتت إليَّ وقالت: يا جنيد! [من مجزوء الرجز]

لَوْلا التُّقَىْ لَمْ تَرنيْ ... أَهْجُرُ طِيْبَ الْوَسَن

إِنَّ التُّقَىْ شَرَّدَنِيْ ... كَما تَرَىْ عَنْ وَطَنِي

أَهِيْمُ مِنْ وَجْدِيْ بِه ... فَحبُّهُ هَيَّمَنِيْ

ثم قالت: يا جنيد! تطوف بالبيت، أم برب البيت؟ فقلت: أطوف بالبيت، فرفعت رأسها إلى السماء، وقالت: سبحانك! سبحانك! ما أعظم مشيئتك في خلقك، خلقاً كالأحجار يطوفون بالأحجار، ثم أنشأت تقول: [من الطويل]

<<  <  ج: ص:  >  >>