للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولقد سبق قول شيخ الإسلام الجد - رضي الله عنه - مقتبسا للحديث: [من الخفيف]

إِنْ تَكُنْ عَنْ مَقامِ الَّذِيْن اجْتَباهُمْ ... رَبُّهُمْ عاجِزاً وَتَطْلُبُ قُرْبا

حِبَّ مَوْلاكَ وَالَّذِيْن اجْتَباهُمْ ... تَبْقَ مَعْهُمْ فَالْمَرْءُ مَعْ مَنْ أَحَبَّا

ثم اعلم أنَّ عليين اسم لأعلى الجنة فيه كتب الأبرار، وفيه مساكن المقربين.

قال الله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (١٩) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (٢٠) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ} [المطففين: ١٩ - ٢١].

وإنما يشهدوا به لأنه مستودع في مساكنهم، وإنما كانت كتب الأبرار عندهم ليشهدوا لهم، ويطلعوا على منازلهم لأن الأعمال تدل على المنازل والمقامات، فهم مطلعون على منازل الأبرار، ولا يطلع الأبرار على منازلهم، وليس لهم من علمها إلا الترائي إليها كما يتراءى أهل الأرض نجوم السماء.

وقد روى الإمام أحمد، والشيخان عن سهل بن سعد - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيتَرَاءَوْنَ أَهْلَ (١) الغُرَفِ كَمَا تَرَاءَوْنَ


(١) كلمة: "أهل" ليست في مصادر التخريج.

<<  <  ج: ص:  >  >>