للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الله به، ويغنيهم الله به (١).

روى أبو الفرج بن الجوزي في "صفوة الصفوة" عن عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى قال: لا يقع موقع الكسب على العيال شيء ولا الجهاد في سبيل الله (٢).

وروى غيره عنه أنه كان في الغزو فبات ليلة هو وأصحابه كالِّين من قتال العدو، فقال عبد الله لهم: هل تعرفون أحداً بات في مثل هذا الليل على أفضل من عملنا هذا؟ قالوا: لا، قال: إني لأعرفه؛ رجل استيقظ فنظر إلى عيال له صغار وقد تكشف بعضهم، وتحول بعضهم عن فراشه - أي: وساده - فأصلح من شأنهم؛ فإنه على عمل أفضل مما نحن فيه.

وروى الديلمي عن عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِلمَمَالِيْك" (٣)؛ أي: أكثرهم نفعاً وإحساناً إليهم، وذلك بأن يطعمهم مما يأكل، ويلبسهم مما يلبس، ويرفق بهم، ولا يسيء إليهم، ولا يشتمهم، ويصونهم عن الفاحشة.

فأما من يتخذ المماليك الذكور الحسان المرد للفاحشة فلا خير فيه أصلاً، بل هو شر مالك لمملوك - وإن ألبسه أفخر ملبوس، وأطعمه أطيب مطعوم - كما هو دأب فسَّاق المالكين مع المماليك في هذه


(١) رواه مسلم (٩٩٤).
(٢) رواه ابن الجوزي في "صفة الصفوة" (٤/ ١٣٩).
(٣) رواه الديلمي في "مسند الفردوس" (٢٨٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>