للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعماراً، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَعْمَارُ أُمَّتِيْ مِنَ السِّتّيْنَ إِلَى السَّبْعِيْنَ، وَأقلُّهُمْ مَنْ يَجُوْزُ ذَلِكَ". رواه الترمذي وحسنه، عن أبي هريرة، وأبو يعلى عن أنس رضي الله تعالى عنهم (١).

وروى الطبراني في "معجمه الكبير" عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أقل أُمَّتِيْ الَّذِيْنَ يَبْلُغُوْنَ السَّبْعِيْنَ" (٢).

والحكمة في قصر أعمارهم: أن الله تعالى أراد بذلك تقصير مدة التكليف عليهم ليخف عليهم حمل المشاق، ومعاناة غروب الدنيا، وخطوبها، وقد اقتضى أمرُ الله تعالى أن تكون الدنيا سجن المؤمن، كما روى الإمام أحمد، وغيره، وصححه الحاكم، عن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَسَنَتُهُ، فَإِذا فارَقَ الدُّنْيا فارَقَ السِّجْنَ وَالسَّنَةَ" (٣)؛ أي: ولقي الراحة، والدَّعَة، والخصب، والسعة، وظفر بالتحفة، والبهجة، والمسرة،


(١) رواه الترمذي (٣٥٥٠) وقال: حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وابن ماجه (٤٢٣٦)، عن أبي هريرة.
ورواه أبو يعلى في "مسنده" (٥٩٩٠) عن أبي هريرة، وعن أنس (٢٩٠٢).
(٢) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٣٥٩٤)، وأبو يعلى في "المسند" (٦٥٤٤) عن أبي هريرة، وضعَّفَ إسنادَ أبي يعلى ابنُ كثير في "التفسير" (٣/ ٥٦١).
(٣) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢/ ١٩٧)، والحاكم في "المستدرك" (٧٨٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>