والمبرة، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "تُحْفَةُ الْمُؤْمِنِ الْمَوْتُ"(١)، لما يرى من كرامة الله تعالى وثوابه.
وقال سفيان: كان يقال: الموت راحة العابدين.
رواهما ابن أبي الدنيا في كتاب "ذكر الموت".
فأراد الله تعالى أن يجعل الراحة لهذه الأمة من الدنيا وأكدارِها، بقصر آجالها وأعمارها.
ثم إنه الله تعالى ضاعف لهم الأعمال والأجور، واختصهم بخصائص تلحقهم في الزمن اليسير بمن سلف من أهل الجَدِّ والتشمير مع أعمارهم الطويلة، وآجالهم البعيدة، بل ورَقَّاهم الله تعالى عليهم، وجعلهم سابقين لهم، ولو حسبت ما يكتب لواحد من هذه الأمة في صلاة واحدة في المسجد الحرام من الحسنات لبلغت أرجح من عمر نوح عليه الصلاة السلام.
وليلة واحدة من ليالي هذه الأمة في كل سنة - وهي ليلة القدر - خير من ألف شهر من شهور الأمم الخالية من ليلة القدر.
وصيام يوم واحد من أيام هذه الأمة من نوافل صيامها - وهو صيام
(١) رواه ابن المبارك في "الزهد" (١/ ٢١٢)، والحاكم في "المستدرك" (٧٩٠٠)، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٢/ ٣٢٥): رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات، وحسنه العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" (٢/ ١٢٠٠).