للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعدهم من الناس إلا حثالة.

وفي "الصحيح": حفالة - كلاهما بالحاء المهملة، وإحداهما بالمثلثة، والأخرى بالفاء -: ما لا خير فيه، أو الردي مما بقي من تمر أو شعير، أو الزؤان (١) ونحوه يكون في الطعام.

وقوله: "لا يُباليهم الله بالة": فَعْلَة من المبالاة، وهي الاكتراث بالشيء؛ أي: لا يعتني بشأنهم، ولا يكترث بأمرهم، بقوا أو ماتوا.

فهذا من طرق تمحض الناس للشر حتى تقوم عليهم الساعة.

ومن طرقه: أنَّ العبد يسمع بالخير وأهله، ومقامهم وثوابهم، فيرغب في طريقهم، ويتحرى الخير وأعمال الخير، فبينا هو في سيره إذ عرض له شاغل هوى فألهاه، وهذا حال كثير من الناس بل أكثرهم، ولذلك خاطبهم الله تعالى بقوله: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (١) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ}، أو مانع منعه عمَّا هو فيه من مرض، أو بلاء، أو حاجة [ .... ] (٢) ويجزع ويسخط فيهلك، والله تعالى من عادته امتحان عباده بذلك حتى يظهر خالصهم من زيفهم.

روى الترمذي، وغيره عن أنس - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِذَا أَحَبَّ قَوْماً ابْتَلاهُم، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ" (٣).

أو تأوُّلٌ يتَأَوَّلُ به ما لا يحل بما بقربه، ويحِلُّه ويرخص فيه كالمعتزل


(١) الزُّؤَانُ: حَب يكون في الطعام، ورديء الطعام أيضاً.
(٢) غير واضح في "م" و"ت" بمقدار كلمة.
(٣) رواه الترمذي (٢٣٩٦) وحسنه، وابن ماجه (٤٠٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>