للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وروى ابن عدي عن جابر - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ الرَّجُلِ قَيْحًا أوْ دَمًا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا مِمَا هَجَيْتَ بِهِ" (١).

وروى الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لأَنْ يَأْكُلَ أَحَدُكُم مِنْ جِيْفَةٍ حَتَّى يَشْبَعَ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيْهِ الْمُسْلِم" (٢).

وروى هو وابن أبي شيبة، والإمام أحمد في "الزهد"، والبخاري في "الأدب" عن عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: أنه مرَّ على بغل ميت وهو في نفر من أصحابه، فقال: والله لأن يأكل أحدكم من هذا حتى يملأ بطنه خير له من أن يأكل من لم رجل مسلم (٣).

وتمثيل الغيبة بأكل لحم الميت وقع في قوله تعالى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا} [الحجرات: ١٢].

ولقد عجبت من كثير من العلماء يقولون: إنَّ أكل لحم الميتة لغير المضطر كبيرة، ثم يتوقف في أن الغيبة كبيرة أو يقول: هي صغيرة، وقد ساوى الله تعالى في كتابه بينهما، ولا يفهم من الآية كون أكل الميتة أخف


(١) رواه ابن عدي في "الكامل" (٧/ ٢٩). وقال - بعد أن ذكر عدة أحاديث عن النضر -: وهذه الأحاديث بأسانيدها غير محفوظة.
(٢) رواه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (١/ ١٩٧).
(٣) رواه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (١/ ٢٠٧)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (٢٥٥٣٧)، والبخاري في "الأدب المفرد" (٧٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>