للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فاتبعوه واعملوا به.

أو المعنى: اطلبوا تيسيره من الله تعالى، وحصوله منه ودوامه.

وهذا الطلب إما أن يكون بالطاعة والشكر لقوله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: ٥٤]؛ أي: لطرق الخير، وقوله: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: ٧]؛ أي: من الخير والنعمة.

وليس للخير تقييد أحسن من الطاعة والكف عن المعصية وهما حقيقة الشكر.

ومن ثم قال شعيب عليه السلام: {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ} [هود: ٨٤].

وفي قوله: {إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ}؛ أي: سعة في الرزق، ورخص في السعر إشارة إلى أن من كان في خير لا يعرضه بالمعصية للزوال، بل يطلب بقاءه بالطاعة.

وإن كان في المعصية استزاده من جنس ذلك الخير كالتطفيف، واختلاس أموال الناس وغصبها، فإنه استزادة في الحس ونقصان في المعنى، أو استزادة في الحال ونقص في المال، ولذلك قال لهم:

{بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [هود: ٨٦]؛ أي: ما يبقيه في أيديكم من ذلك على وجه الإباحة خير لكم مما تجمعونه أنتم.

وإما أن يكون بالدعاء والسؤال من الله تعالى، سواء في ذلك خير

<<  <  ج: ص:  >  >>