للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا غير منكر لأنه ممكن، وقد اتفق نظيره في الملائكة فإنهم يتمثلون، فكذلك كُمَّل الصديقين، ولا يتوقف في الإيمان بذلك إلا الذي يتوقف في كرامات الأولياء.

وقيل: سموا أبدالاً؛ لأن أخلاقهم تبدلت اعتبارًا بقوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [إبراهيم: ٤٨].

فأحوال الأبدال معتبرة بهذه الآية فأرضُ نفوسهم مُنْدَكَّةٌ مبدلة من الأَمَّارِّيةِ إلى اللَّوَّامِيَّة إلى الطَّمَأنِينة، وكذلك سماء قلوبهم مُبدلة من القلبية إلى الروحية إلى السرية، فنفوسهم مطمئنة لأوامر الله تعالى، زاكية تحت أحكامه، وأسرارهم مشغوفة بمحبة الله تعالى، مشغولة بخدمته ليس فيها بقية لما سواه.

وكان أبو العباس المرسي رحمه الله ينشد: [من الكامل]

لَوْ شاهَدَتْ عَيْناكَ يَوْمَ تَزَلْزَلَت ... أَرْضُ النُّفُوْسِ وَدُكَّتِ الأَجْبالُ

لَرَأَيْتَ شَمْسَ الْحَقِّ يَسْطَعُ ضَوْؤُها ... حِيْنَ التَزَلْزُلِ وَالرِّجالُ رِجالُ

وقال الأستاذ أبو القاسم القشيري في جزء له جمع فيه من كلام أستاذه أبي علي الدقاق رحمه الله، وسمعته يقول: إن أردتَ أن تكون من جملة الأبدال فعليك بتبديل الأحوال، وتبديل الأحوال أن تبدل

<<  <  ج: ص:  >  >>