للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأن الأبدال من المقربين وهم أربعون، وقيل في عدتهم غير ذلك، والله الموفق.

وروى ابن أبي الدنيا في كتاب "الأولياء" عن أبي الزناد رحمه الله تعالى قال: لما ذهبت النبوة، وكانوا -يعني: الأنبياء عليهم السلام - أوتادَ الأرض، أَخْلَف الله مكانهم أربعين رجلًا من أمة محمَّد - صلى الله عليه وسلم - يُقال لهم الأبدال، لا يموت الرجل منهم حتى يُنشئ الله مكانه آخر يَخْلُفه، وهم أوتاد الأرض، قلوب ثلاثين منهم على مثل يقين إبراهيم عليه السلام، لم يفضلوا الناس بكثرة الصلاة ولا بكثرة الصيام، ولا بحسن التخشع ولا بحسن "الحلية" ولكن بصدق الورع وحسن النية، وسلامة القلوب والنصيحة لجميع المسلمين ابتغاء مرضاة الله تعالى بصبرٍ وخير ولبٍّ حليم، وتواضع في غير مذلَّة ... إلى آخر كلامه، وسيأتي (١).

وقد جاء التصريح بأنَّ الأبدال من الصديقين فيما رواه ابن عساكر عن الحسن البصري قال: لن تخلوا الأرض من سبعين صديقًا وهم الأبدال، لا يهلك منهم رجل إلا أخلف الله مكانه مثله؛ أربعون بالشام وثلاثون في سائر الأرضين (٢).

وروى الخلال في "كرامات الأولياء"، وابن عساكر عن خالد بن معدان رحمه الله قال: قالت الأرض: كيف تدعني وليس عليَّ نبي؟


(١) رواه ابن أبي الدنيا في "الأولياء" (ص: ٢٦).
(٢) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١/ ٢٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>