للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني الحافظ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمَّد ابن مقسم، نا العباس بن يوسف الشكلي، حدثني محمَّد بن عبد الملك قال: قال عبد الباري: قلت لذي النون رحمه الله تعالى: صف لي الأبدال، قال: إنك لتسألني عن دياجي الظلم لأكشفها لك، عبد الباري! ؛ هم قومٌ ذكروا الله بقلوبهم تعظيماً له لمعرفتهم بجلاله، فهم حجج الله على خلقه، ألبسهم النور الساطع من محبته، ورفع لهم أعلام الهداية إلى مواصلته، وأقامهم مقام الأبطال لإرادته، وأفرغ عليهم الصبر عن مخالفته، وطهر أدرانهم بمراقبته، وطيبهم بطيب أهل معاملته (١)، وكساهم حُلَلًا من نسج مودته، ووضع على رؤوسهم تيجان مسرته، ثم أودعَ القلبَ من ذخائر الغيوب فهي معلقة بمواصلته، فهمومهم إليه ثائرة، وأعينهم إليه بالغيب ناظرة، وقد أعانهم على باب النظر من قُربه، وأحلهم على كراسي أطباء أهل معرفته، ثم قال: إن أتاكم عليلٌ من فقدي فداووه أو مريضٌ من فرقي (٢) فعالجوه، أو خائفٌ مني فأمنوه، أو آمنٌ مني فحذروه، أو راغبٌ في مواصلتي فهنؤوه، أو راحلٌ نحوي فزودوه، أو جبانٌ في متاجرتي فشجعوه، أو آيسٌ من فضلي فعِدُوه، أو راجٍ لإحساني فبشروه، أو حَسَنُ ظن فيَّ (٣) فباسطوه، أو محب لي فواظبوه، أو معظم لقدري فعظموه، أو مستوصفكم نحوي فأرشدوه، أو مسيءٌ بعد إحسانٍ فعاتبوه، ومن واصلكم فيَّ فواصلوه، ومن غاب عنكم


(١) في "حلية الأولياء": "مجاملته" بدل "معاملته".
(٢) في "حلية الأولياء": "فراقي" بدل "فرقي".
(٣) في "حلية الأولياء": "بي" بدل "في ".

<<  <  ج: ص:  >  >>