للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فافتقدوه، ومن ألزمكم جنايةً فاحتملوه، ومن قصر في واجبِ حقي فاتركوه، ومن أخطأ خطيئةً فناصحوه، ومن مرض من أوليائي فعودوه، ومن حزن فبشروه، وإن استجار بكم ملهوفٌ فأجيروه.

يا أوليائي! لكم عاتبت، وفيَّ إياكم رغبت، ومنكم الوفاء طلبت، ولكم اصطفيت وانتخبت، ولكم استخدمت واختصصت لأني لا أحب استخدام الجبارين، ولا مواصلة المتكبرين، ولا مصافاة المخلطين، ولا محاورة (١) المخادعين، ولا قرب المعجبين، ولا مجالسة البطالين، ولا موالاة الشرهين.

يا أوليائي!

جزائي لكم أفضل الجزاء، وعطائي لكم أجزل العطاء، وبذلي لكم أفضل البذل، وفضلي عليكم أفضل الفضل، ومعاملتي لكم أوفى المعاملة، ومطالبتي لكم أشد المطالبة، أنا مُحيي (٢) القلوب، وأنا علاَّم الغيوب، أنا مُراقب الحركات، أنا ملاحظ اللحظات، أنا المشرف على الخواطر، أنا العالم بمجال الفكر، فكونوا دُعاة إليَّ لا يفزعنكم دون سلطاني سواي (٣)، فمن عاداكم عاديته، ومن والاكم واليته، ومن آذاكم أهلكته، ومن أحسن إليكم جازيته، ومن هجركم قَلَيته (٤).

• • •


(١) في "حلية الأولياء": "مجاوبة".
(٢) في "حلية الأولياء": "مجتني".
(٣) في "حلية الأولياء": "ذو سلطان سوائي" بدل "دون سلطاني سواي".
(٤) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١/ ١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>