للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أورث الله قلبه الظلمة والضلالة مع حرمان الرزق، ولا يبالي الله في أي وادٍ هلك، يا غلام! إنَّ الله تعالى إذا أراد بعبدٍ خيراً جعل له في قلبه سراجاً يفرق به بين الحق والباطل والناس فيهما متشابهون، يا غلام! إني معلمك اسم الله الأكبر -أو قال: الأعظم-، فإذا أنت جُعْمتَ فادع الله حتى يُشبعك، وإذا عطشت فادع الله حتى يرويك، وإذا جالست الأخيار فكن لهم أرضا يطؤونك؛ فإن الله يغضب لغضبهم ويرضى لرضاهم، يا غلام! خذ كذا حتى آخذ كذا، قال إبراهيم: فلم أبرح، فقال الشيخ: اللهم احجبني عنه واحجبه عني، فلم أدرِ أين ذهب، فأخذت في طريقي ذلك، وذكرت الاسم الذي علمني، فلقيني رجل حسن الوجه طيب الريح حسن الثياب، فأخذ بحجزتي وقال: حاجتك ومن لقيت في سفرك هذا؟ قلت: شيخاً من صفته كذا وكذا، وعلمني كذا وكذا، فبكى، فقلت: أقسمت عليك بالله مَنْ ذاك الشيخ؟ فقال: ذاك إلياس عليه السلام أرسله الله إليك ليعلمك أمر دينك، فقلت له: فأنت يرحمك الله مَنْ أنت؟ قال: أنا الخضر (١).

وهذه الحكاية من لطائف نصائح الأنبياء عليهم السلام، وفيها إشارة إلى حياة إلياس والخضر (٢) عليهما السلام.


(١) ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٦/ ٢٢٨).
(٢) قال الحافظ ابن حجر في ختام "الزهر النضر في أخبار الخضر" (ص: ١٦٢): والذي تميل إليه النفس، من حيث الأدلة القوية خلاف ما يعتقده العوام، من استمرار حياته، ولكن ربما عرضت شبهة من جهة كثرة الناقلين للأخبار الدالة على استمراره، فيقال: هب أن أسانيدها واهية، =

<<  <  ج: ص:  >  >>