للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والذي عليه المحققون أنَّ أربعة من الأنبياء أحياء إلى قيام الساعة؛ اثنان في السماء وهما إدريس وعيسى عليهما السلام، واثنان في الأرض وهما إلياس والخضر عليهما السلام (١).

وقد روى أبو حفص بن شاهين عن خصيف رحمه الله قال: أربعة من الأنبياء أحياء؛ اثنان في السماء: عيسى وإدريس، واثنان في الأرض: الخضر وإلياس، فأما الخضر فإنه في البحر، وأما صاحبه فإنَّه في البر (٢).


= إذ كل طريق منها لا يسلم من سبب يقتضي تضعيفها، فماذا يصنع في المجموع؛ فإنه على هذه الصورة قد يلتحق بالتواتر المعنوي الذي مثَّلوا له بجود حاتم.
فمن هنا مع احتمال التأويل في أدلة القائلين بعدم بقائه، كآية: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ} [الأنبياء: ٣٤] وكحديث: "رأس مئة سنة". وغير ذلك مما تقدم بيانه.
وأقوى الأدلة على عدم بقائه، عدم مجيئه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وانفراده بالتعمير، من بين أهل الأعصار المتقدمة بغير دليل شرعي.
والذي لا يتوقف فيه الجزم بنبوته، ولو ثبت أنه ملك من الملائكة لارتفع الإشكال، كما تقدم، والله أعلم.
(١) قال ابن الجوزي في "الموضوعات" (١/ ١٤٢): روى أبو بكر النقاش: أن محمَّد بن إسماعيل البخاري سئل عن الخضر وإلياس هل هما في الأحياء؟ فقال: كيف يكون هذا، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يبقى على رأس مئة سنة ممن هو على ظهر الأرض أحد".
(٢) قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (٢/ ٢٩٣): رواه ابن شاهين بسند ضعيف، وانظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٥/ ٤٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>