للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كُلُّهُنَّ تَأْتِيْ بِفَارِسٍ يُجَاهِدُ فِيْ سَبِيْلِ اللهِ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: قُلْ: إِنْ شَاءَ اللهُ، فَلَمْ يَقُلْ: إِنْ شَاءَ اللهُ، فَطَافَ عَلَيْهِنَّ فَلَمْ تَحْمِلْ مِنْهُنَّ إِلاَّ امْرَأةٌ وَاحِدَةٌ جَاءَتْ بِشِقِّ إِنْسَانِ، وَالَّذِيْ نَفْسُ مُحَمَّدِ بِيَدِهِ لَوْ قَالَ: إِنْ شَاءَ اللهُ لَمْ يَحْنَثْ، وَكَانَ دَرَكًا لِحَاجَتِهِ وفي رواية: "لَوْ قَالَهَا لَجَاهَدُوْا فِيْ سَبِيْلِ اللهِ رُكْبَانًا أَجْمَعُوْنَ" (١).

التَّنْبِيْهُ الثَّانِيْ: قد يستشكل على ما ذكرناه من فضل النكاح وكونه من أعمال الأنبياء عليهم السلام أمر ابني الخالة عيسى ويحيى عليهما السلام؛ فإنَّ يحيى كان حَصُوراً - أي: لا يأتي النساء -، وعيسى لم يتزوج.

فالجواب عن ذلك: أما أنَّ يحيى عليه السلام فقد قال الله تعالى فيه: {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا} [آل عمران: ٣٩] فاختلف المفسرون في الحصور على قولين:

الأول: أنه الذي لا يأتي النساء. رواه عبد الرزاق، وابن أبي حاتم عن ابن عباس (٢)، وابنُ جرير، والبيهقي في "سننه" عن ابن مسعود، ولفظه: الذي لا يقرب النساء (٣).


(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢/ ٢٧٥)، والبخاري (٢٦٦٤)، ومسلم (١٦٥٤)، والنسائي (٣٨٣١).
(٢) رواه عبد الرزاق في "التفسير" (١/ ١٢٠) عن قتادة، وابن أبي حاتم في "التفسير" (٢/ ٦٤٣).
(٣) رواه الطبري في "التفسير" (٣/ ٢٥٥)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٧/ ٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>