للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما في "الصحيح" (١).

والمراد: أن دينهم واحد من حيث أصل التوحيد، والتخلق بمكارم الأخلاق، والتأدب بمحاسن الآداب، وإلا فإنهم مختلفون في الشرائع، وكل نبي فشريعته ناسخة لما خالفها من شريعة من قبله، ومهما كانت الشريعة منسوخة لم يكن اتباعها في محل النسخ هدى - كما أشار إليه الشيخ الوالد رضي الله تعالى عنه في كلامه المذكور آنفاً -، وما أشار إليه في كلامه المتقدم - أيضاً - من أن أوصاف الكمال، ومحاسن الخصال لما كانت مُفَرَّقَة في الأنبياء عليهم السلام أراد الله تعالى أن يستتمها النبي - صلى الله عليه وسلم - ليكون أكملهم، وأفضلهم، فامر بالاقتداء بهم في جميعها.

هذا من أحسن ما يقال في هذا المقام.

وممَّا يدل عليه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاقِ". رواه الإمام أحمد، وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، وصححه الحاكم (٢).

ورواه البخاري في "الأدب المفرد"، والحاكم - وصححه أيضاً -،


(١) رواه البخاري (٣٢٥٩) واللفظ له، ومسلم (٢٣٦٥).
(٢) رواه أحمد في "المسند" (٢/ ٣٨١) بلفظ: "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق"، والذي رواه باللفظ الذي ذكره المؤلف: البزار في "المسند" (٨٩٤٩)، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٩/ ١٥): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ورواه البزار إلا أنه قال: "لأتمم مكارم الأخلاق" ورجاله كذلك غير محمد بن رزق الله الكلوذاني وهو ثقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>