فمن اقتدى به - صلى الله عليه وسلم - وتشبه به فقد اكتفى عن التشبه بغيره؛ لأنه هو الإنسان الكامل، الجامع لجميع متفرقات الكمالات والفضائل، ومن تشبه بأحد ممن أمر بالتشبه بهم من الأنبياء والصالحين في خصلة من خصال الخير، ومكارم الأخلاق، ومحاسن الآداب، فهو متشبه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - لما علمت من أن الأخلاق الكريمة قد اجتمعت كلها فيه، وتممت له وبه - صلى الله عليه وسلم -، فهو بهذا الاعتبار مراة الوجود التي يتمثل فيها جميع ما في الوجود من الأخلاق السَّنِية، والأوصاف الزكية، وكما قال البوصيري في "الهمزية" رحمه الله تعالى: [من الخفيف]
كَيْفَ تَرْقَىْ رُقُيَّكَ الأَنْبِيَاءُ ... يَا سَمَاءً ما طاوَلَتْها سَماءُ