والدرجة الرفيعة، وكذلك من كان من أولياء الله تعالى على قلب آدم أو موسى لا يكون في رتبتهما، وإنما ينوبان عنهما في النصيحة والمنفعة.
وروى أَبو نعيم، والبيهقي عن كعب الأحبار رحمه الله تعالى: أنه سمع رجلاً يقول: رأيت في المنام كأنَّ الناس جُمعوا للحساب، فَدُعِيَ الأنبياء، فجاء مع كل نبي أمته، ورأى لكل نبي نورين، ولكل من اتبعه نوراً يمشي به، فدعي محمد - صلى الله عليه وسلم - فإذا لكل شعرة من رأسه ووجهه نور على حدة يثبته من نظر إليه، ولكل من اتبعه نوران يمشي بهما كنور الأنبياء، فقال كعب: والله الذي لا إله إلا هو! لقد رأيتُ هذا في منامك؟ قال: نعم.
قال: والذي نفسي بيده إنها لصفة محمد - صلى الله عليه وسلم - في التوراة (١).
وروى أَبو نعيم عن كعب رحمه الله قال: قال موسى عليه السلام: إني لأجد في الألواح صفة قومٍ على قلوبهم من النور مثل الجبال الرواسي، تكاد الجبال والرمال أن تخرَّ لهم سجداً من النور، فسأل ربه وقال: اجعلهم من أمتي، قال الله تعالى: يا موسى! إني اخترت أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - وجعلتهم أئمة الهدى، وهؤلاء طوائف من أمته.
قال: يا رب! فبمَ بلغ هؤلاء حتى آمر بني إسرائيل يعملوا مثل عملهم وأبلغ نعتهم؟
قال: يا موسى! إنَّ الأنبياء كادوا يعجزون عمَّا أعطيت أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -.