للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخبيثة حيث لم تكن مشغولة بالله تعالى، ولا بطاعته، ولذلك قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: إني لأكره الرجل يكون بطالاً؛ لا في أمر دنياه، ولا في أمر آخرته (١).

وإنما كرهت البطالة خشية أن يخلو الإنسان بخواطر نفسه فتوسوس إليه نفسه بشيء لا تحمد عاقبته، كما وسوست نفس إبليس إليه بأن السُّجود لآدم سجود لغير الله تعالى، وفاته أن الله تعالى حيث أمر بذلك فالسجود لآدم عليه السلام عين طاعة الله تعالى، ومن هنا قيل: [من البسيط]

إِيَّاكَ نَفْسَكَ لا تَأْمَنْ غَوائِلَها ... فَالنَّفْسُ أَقْبَحُ مِنْ سَبْعِيْنَ شَيْطان

وقد تكلمنا على التحذير من النفس في كتاب "منبر التوحيد" بما ليس عليه مزيد.

وإن كان الثاني فهو في معصية وضلالة؛ إما متشبه بالشيطان في أخلاقه وأحواله، وإما متشبه باتباع المغلولين فى أغلال إضلاله، فناسب أن نتكلم في هذا القسم من كتابنا على النهي عن التشبه بالشَّيطان، وعلى التشبه بأتباعه - وهم الكفار والفساق - فانقسم هذا القسم إلى ثلاثة أنواع:

١ - النوع الأول: في النهي عن التشبه بالشيطان.

٢ - النوع الثاني: في النهي عن التشبه بالكفار.

٣ - النوع الثالث: في النهي عن التشبه بالفساق، والله الموفق.

***


(١) رواه البيهقي في "الزهد الكبير" (ص: ٢٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>