رحمه الله تعالى قال: إن رجلاً من بني إسرائيل صام سبعين سبتاً يفطر في كل سبعة أيام، وهو يسأل الله تعالى أن يريه كيف تغوي الشياطين الناس، فلما طال عَلَيْه ذلك ولم يجب، فقال: لو اطلعت على خطيئتي وذنبي وما بيني وبين الله ربي لكان خيراً لي من هذا الأمر الذي طلبته، فأرسل الله تعالى ملكاً فقال له: إن الله أرسلني إليك وهو يقول لك: إن كلامك هذا الذي تكلمت به أعجب إليَّ مما مضى من عبادتك، وقد فتح الله بصرك فانظر، فإذا جنود إبليس قد أحاطت بالأرض، وإذا ليس أحد من الناس إلا وحوله الشياطين مثل الذباب، فقال: أي رب! من ينجو من هذا؟ قال: الوادع اللين (١).
وروى ابن أبي الدنيا عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال: إن آدم عليه السلام لما أهبط قال: رب! هذا العبد الذي جعلت بيني وبينه عداوة ألا تعينني عليه؟ لا أقوى عليه، قال: لا يولد لك ولد إلا وكلت به ملكاً، قال: ربي! زدني، قال: أجزي بالسيئة سيئة، وبالحسنة عشراً إلى ما أريد، قال: ربي! زدني، قال: باب التوبة مفتوح ما دام في الجسد الروح.
قال إبليس: يا رب! هذا العبد الذي كرمته ألا تعينني عليه؟ لا أقوى، قال: لا يولد له ولد إلا ولد لك ولد، قال: ربي! زدني، قال: تجري منه مجرى الدم، وتتخذون صدورهم بيوتاً، قال: ربي! زدني،