للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن عباس في قوله تعالى: {وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} [البقرة: ٣٦]: إنه خطاب لآدم وحواء، وإبليس، والحية. رواه ابن جرير عنه (١).

وعلى هذا: فالآية نص في عداوة إبليس لنا، وهي صديقة إبليس، فاستدل لذلك بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأمر بقتل الحيات، وقال: "مَنْ تَرَكَهُنَّ خَشْيَةَ ثأرِهِنَّ فَلَيْسَ مِنَّا".

زاد في رواية: "مَا سَالَمْنَاهُنَ مُنْذُ حَارَبْنَاهُنَّ". رواه عبد الرزاق، وغيره من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما (٢).

وقد علمت بذلك أن مسالمة الحية ومصادقتها من أعمال الشياطين، وأشبه الناس بالشيطان من يمسك الحيات ويحميهن من القتل، ويتلطف بهن حتى يضعهن في جيبه مما يلي لحمه، ويزعم أن ذلك كرامة لشيخه.

وهَبْ أن ذلك كرامة لبعض الصوفية أن يمسك بعض فقرائهم الحية ليقتلها لا ليتلطف بها ليكون ذلك من باب قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لِيَشْجَعْ أَحَدُكُمْ وَلَوْ عَلَى قَتْلِ حَيَّةٍ" (٣)،


(١) رواه الطبري في "التفسير" (١/ ٢٤٠).
(٢) رواه عبد الرزاق في "المصنف" (١٩٦١٧)، وكذا أبو داود (٥٢٥٠)، والإمام أحمد في "المسند" (١/ ٣٤٨).
(٣) رواه القضاعي في "مسند الشهاب" (١٠٨١)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (٦/ ١٩٩) عن عمران بن حصين - رضي الله عنه -.

<<  <  ج: ص:  >  >>