للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن بقية رحمه الله تعالى قال: قال بعض التابعين: ما أنا بأخوف على الشاب الناسك من سَبُع ضار من الغلام الأمرد يقعد إليه (١).

قلت: وكذلك لا يؤمن على الشيخ من الفتنة بالمرد، ولا شك في مضاعفة العذاب على الشيخ الزاني وهو على الشيخ اللوطي أشد، وهو بذلك أدخل في التشبه بالشيطان من حيث إن كلًّا منهم لوطي أتى عليه الدهر، وإذا كان الشيخ مأبونًا كان أشد تشبهاً بالشيطان؛ لأنه شيخ مأبون.

ولقد قلت: [من السريع]

يا أيها الشَّيْخُ الَّذِيْ لِيْطَ بِكْ ... إِلَىْ مَتَىْ فَما تَرَىْ تُرْبَتَكْ

أَشْبَهْتُ شَيْطانَكَ فِيْ الْفِعْلِ بَلْ ... ما أَشْبَهَ الشَّيْطانَ يا شَيْخُ بِكْ

وروى الطرطوشي في كتاب "تحريم الفواحش" عن شجاع بن نصر رحمه الله تعالى: أن سليمان بن داود عليهما السلام قال لعفريت من الجن: ويلك أين إبليس؟ فسعى العفريت بين يديه حتى هجم به على البحر، فإذا إبليس على بساط على الماء، فلما رأى سليمان عليه السلام ذعر منه وفَرَق، فقال: يا نبي الله! هل أمرت في شيء؟ قال: لا, ولكن جئت لأسألك عن أحب الأشياء إليك، وأبغضها إلى الله تعالى، فقال إبليس: أما والله لولا ممشاك ما أخبرتك، ليس شيء أبغض إلى الله من أن يأتي الرجل الرجل، والمرأة المرأة (٢).


(١) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٥٣٩٦).
(٢) انظر: "آكام المرجان" للسيوطي (ص: ٢٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>