وقال الله تعالى:{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}[الشمس: ٩]؛ أي: بالطاعة، {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}[الشمس: ١٠]؛ أي: دنَّسا بالمعصية.
وقال تعالى {فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ}[القصص: ٦٧]، والعمل الصالح شامل لسائر الطَّاعات.
وقال تعالى حكاية عن هود عليه السلام:{فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[الأعراف: ٦٩] إنَّما رجالهم الفلاحَ بذكر الآلاء؛ لأنَّ ذكر آلاء الله تعالى يدعوه إلى طاعته، وترك معاصيه، وذلك عين النجاح والفلاح.
وقال تعالى:{فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[الجمعة: ١٠]، ؛ أي: في الدُّنيا بما يُجعل لكم من فضل الله تعالى، وفي الآخرة بما يحصل لكم من ثواب الذكر والعمل الصَّالح.
وفيه لطيفة: وهي أنَّ الثبات مع الله تعالى في دار الدُّنيا بالجهاد، ومصابرة العدو، وكثرة الذكر على سائر الحالات يكون سبباً للثبات مع الله تعالى والبقاء معه في المعاد، وهو معنى الفلاح ليكون الجزاء من جنس العمل.