فالسمع والطَّاعة هما سبب الفلاح، وهو وصف المؤمنين الذين هم المفلحون، كما قال تعالى:{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}[البقرة: ٢٨٥].
وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا}؛ أي: بترك معاصيه، {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}؛ وهي لزوم الطَّاعة، {وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ} وهو شامل لمجاهدة النَّفس {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[المائدة: ٣٥].
وفي هذه الآية إشارةٌ أنَّ الفلاح لا يتمُّ إلا بموالاة المفلحين ومعاداة المبطلين.
روى ابن أبي شيبة، والإمام أحمد عن البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَوْثَقُ عُرَىْ الأيْمانِ الْحُبُّ فِيْ اللهِ، وَالْبُغْضُ فِيْ اللهِ"(١).
(١) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٤٧٧٠)، والإمام أحمد =