إلى الله تعالى، واعتماده عليه، وانتظار الخير منه، ثم أشر عليه بما ترى.
وإياك أن تشير إليه أن يلجأ إلى متوجَّه أو متجَوِّه أو فاسق، فتكون من إخوان الشيطان إلا أن تشير عليه بمداراته أو الانتفاع به من حيث إنه مسخر، وتُعرِّفه بأنه لا فعل له وإنما هو مسخر، فإن حصل منه نفع فهو بتسخير الله تعالى إياه له، كما في تسخير فرعون لموسى عليه السلام حتى ربِّي في حِجْرِهِ مكرماً، فكأن موسى عليه السلام يرى فرعون مسخراً له، فلذلك لم يحمله الحياء منه ووجود الصنيعة منه إليه على ترك مواجهته بالأمر والنهي في دعوته إلى الله تعالى وإرشاده إلى الحق، وكان فرعون يرى نفسه فاعلاً فامتن عليه بتربيته بقوله: {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (١٨) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [الشعراء: ١٨ - ١٩].
ومن هنا كان المن من العبد قبيحاً محرماً محبطاً للثواب، وليس الشكر من حيث إنه يرى المنعم عليه غير الله هو الفاعل، كما ظنه فرعون، بل من حيث إنه محل وواسطة في إيصال النعم إليه، فلا تركن ولا تأمر أحداً أن يركن إلى غير الله تعالى إلا من حيث أمرُ الله تعالى، فتكون ذاكراً لله تعالى مذكِّراً به، غيرَ ناسٍ له ولا منسٍ عنه.
وقد ذم الله تعالى نسيانه، ونسب إنساءه على لسان أنبيائه إلى فعل الشيطان.
قال تعالى حكاية عن يوسف عليه السلام: {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ