للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تركوه، وإن خرج الثالث عادوا إلى الاستقسام، فنهى الله تعالى المسلمين أن يستقسموا بالأزلام، وبيَّن أنها من عمل الشيطان (١).

وقال الحسن: مكتوب على الأول: أُأْمرني، وعلى الثاني: انهني، ويتركون الثالث محللًا بينهما. رواه عبد بن حميد، وابن جرير (٢).

وقال آخرون: كانت الأزلام سبعة قداح مستوية من شوحط - وهو شجر من أشجار الجبال - وكانت تكون عند سادن الكعبة مكتوب على واحد: نعم، وعلى الآخر: لا، وعلى آخر: منكم، وعلى آخر: من غيركم، وعلى آخر: ملصق، وعلى آخر: العقل، وآخر: غفْلٌ ليس عليه شيء.

وكانوا إذا أرادوا أمرًا من سفر، أو نكاح، أو ختان، أو غير ذلك جاؤوا إلى هُبَل - وكانت أعظم أصنامهم بمكة - وأعطوا صاحب القداح مئة درهم؛ فإن خرج (نعم) فعلوا، وإن خرج (لا) لم يفعلوا ذلك حولًا، ثم استقسموا.

وإذا أجالوا على نسب فإن خرج (منكم) كان وسطًا منهم، وإن خرج (من غيركم) كان حليفًا، وإن خرج (ملصق) كان على منزلة لا نسب له ولا حلف، وإن خرج (الغفل) أحالوا ثانيًا (٣).


(١) انظر: "تفسير الطبري" (٦/ ٧٦)، و"تفسير ابن أبي حاتم" (٤/ ١١٩٨).
(٢) رواه الطبري في "التفسير" (٦/ ٧٦).
(٣) انظر: "تفسير البغوي" (٢/ ٩ - ١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>