بعض أولاده فيعيش، أو يكون به ألم فيرقى بما لا يجوز الرقية به فيسكن، أو يكون من عادة المرأة أن لا تحمل، أو من عادتها أن تجهض الجنين فيعلق عليها تميمة فتحمل أو يتماسك حملها، أو يكون الشيطان مفسدًا بين المرأة وبعلها فإذا عملت لها التِّولة تركها؛ فإن ذلك من عمل الشيطان كما قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه.
ولا بِدْع أن ينخس الشيطان موضع الألم فإذا رقي ترك النخس، أو يعتري الشيطان الجنين فيجهضه فإذا علق على الحامل ترك جنينها، أو يفسد النطفة في رحم المرأة فلا تنعقد فإذا علق عليها تركها بعد ذلك خصوصًا إذا ترك الزوجان التسمية والتعوذ عند الجماع.
وفي الحديث عن [حَمْنَة] بنت جحش رضي الله تعالى عنها ما يشهد لذلك، حيث قال لها النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّمَا هَذِهِ - يَعْنِي: الاسْتِحَاضَةَ - رَكْضَةٌ مِن رَكَضَاتِ الشَّيْطَانِ" وحديثها في "مسند الإمام أحمد"، والسنن الأربعة (١).
وهذا من أفعال الشيطان يشبه ما رواه الإمام أحمد، والترمذي، والحاكم وصححه، عن سمرة بن جندب رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَمَّا حَمَلَت حَوَّاءُ طافَ بِهَا إِبْلِيسُ، فَكَانَ لا يَعِيْشُ لَهَا وَلَدٌ، فَقالَ: سَمِّيهِ عَبْدَ الْحَرْثِ فَإِنَّهُ يَعِيْشُ، فَسَمَّتْهُ عَبْدَ الْحَرثِ
(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٦/ ٤٣٨)، وأبو داود (٢٨٧) واللفظ لهما، والترمذي (١٢٨) وصححه، وابن ماجه (٦٢٧).