وروى البزار، والطبراني في "الكبير" عن معاوية بن قرة، عن أبيه رضي الله تعالى عنهما قال: ذهبت لأسلم حين بعث النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأردت أن أدخل معي رجلين أو ثلاثة في الإسلام، فأتيت الماء حيث مجتمع الناس فإذا أنا براعي القرية الذي يرعى أغنامهم، فقال: لا أرعى لكم أغنامكم.
قالوا: لِمَ؟
قال: يجيء الذئب كل ليلة فيأخذ شاة، وصنمنا هذا قائم لا يضر ولا ينفع، ولا يغير ولا ينكر.
قال: فرجعوا وأنا أرجو أن يسلموا، فلما أصبحنا جاء الراعي يشتد يقول لهم: البشرى قد جيء بالذئب فهو بين يدي الغنم مقموطًا، فذهبت معهم.
وفي رواية البزار: ألا ترون الذئب مربوطًا بين يدي الغنم بغير وثاق، فجاؤوا وجئنا معهم إلى الصنم، فقبلوه وسجدوا له، وقالوا: هكذا فاصنع.
قال: فدخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - فحدثته بهذا الحديث، فقال: "عَبَثَ بِهِمُ الشَّيْطَانُ".
(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٥/ ١١)، والترمذي (٣٠٧٧) وحسنه، والحاكم في "المستدرك" (٤٠٠٣).