للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما أتيتنا يوم كذا؟ فحلف لهم، فلما أسلموا علموا أن ذلك كان الشيطان (١).

وقال حسان بن ثابت في ذلك رضي الله تعالى عنه: [من البسيط]

سِرْنا وَسارُوا إِلى بَدْرٍ لِحَيْنِهِمُ ... لَوْ يَعْلَمُوْنَ يَقِيْنَ الأَمْرِ ما سارُوا

دَلاَّهُمُ بِغُرُورٍ ثُمَّ أَسْلَمَهُمْ ... إِنَّ الْخَبِيْثَ لِمَنْ والاهُ غَرَّارُ

وَقالَ إِنِّي لَكُمْ جارٌ فَأَوْرَدَهُمْ ... شَرَّ الْمَوارِدِ فِيْهِ الْخِزْيُ وَالْعارُ

ثُمَّ الْتَقَيْنا فَوَلَّوْا عَنْ سَراتِهِمُ ... مِنْ مُنْجِدِيْنَ وَمِنْهُمْ فِرْقَةٌ غارُوا

وروى أبو نعيم في "دلائل النبوة" عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: هتف هاتف من الجن على أبي قبيس بمكة فقال: [من الخفيف]

قَبَّحَ اللهُ رَأْيَ كَعْبِ بْنِ فِهْرٍ ... ما أَرَقَّ الْعُقُولَ وَالأَحْلامِ

دِيْنُها أَنَّها يُعَنَّفُ فِيْها ... دِيْنُ آبائِها الْحُماةِ الْكِرام

حالَفَ الْجِنَّ جِنَّ بُصْرى عَلَيْكُمْ ... وَرِجالَ النَّخِيْل وَالآكام

يُوْشِكُ الْخَيْلُ أَنْ تَرْوها تَهادى ... تَقْتُلُ الْقَوْمَ فِي الْبِلادِ الْحرام

هَلْ كَرِيْمٌ مِنْكُمُ لَهُ نَفْسُ حُـ ... رٍّ ماجِدِ الْوالِدَيْنِ وَالأَقْوام

ضاوِيًا حَرْبَةً تَكُوْنُ نكَالاً ... وَرَواحًا مِنْ كُرْبَةٍ وَاغْتِمام


(١) انظر: "تفسير الثعلبي" (٤/ ٣٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>