للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي "صحيح مسلم" عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الشَّيْطَانَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ؛ فَأَقْرَبُهُمْ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ فِتْنَةً، يَجِيْءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُوْلُ: مَا زِلْتُ بِفُلانٍ حَتَّى تَرَكْتُهُ وَهُوَ يَقُوْلُ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُوْلُ إِبْلِيْسُ: لا وَاللهِ مَا صَنَعْتَ شَيْئًا، وَيَجِيْءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُوْلُ: مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِهِ، فَيُقَرِّبُهُ وُيدْنِيْهِ، وَيلْتَزِمُهُ وَيقُوْلُ: نَعَمْ أَنْتَ" (١).

روى أبو الفرج الأصبهاني في "الأغاني" عن عمرو بن دينار رحمه الله تعالى قال: قال الحسن بن علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه وعن أبيه - لذريح أبي قيس: أحل لك أن فرقت بين قيس ولبنى؟ أما سمعت عمر بن الخطاب يقول: ما أبالي أفرقت بين الرجل وامرأته، أم مشيت إليهما بالسيف (٢).

وروى المفسرون، والحاكم وصححه، والبيهقي في "الشعب" عن كعب الأحبار رحمه الله تعالى: أنه قال لأبي هريرة رضي الله تعالى عنه: ألا أخبرك عن إسحاق؟

قال: بلى.

قال: أري إبراهيم أن يذبح إسحاق عليهما السلام فقال الشيطان: والله لئن لم أفتن عند هذه آل إبراهيم لا أفتن أحدًا منهم أبدًا، فتمثل لهم الشيطان رجلًا يعرفونه، فأقبل حتى إذا خرج إبرهيم


(١) رواه مسلم (٢٨١٣).
(٢) رواه أبو الفرج الأصبهاني في "الأغاني" (٩/ ٢١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>