والغضب، فلم يستطع له شيئًا، فتمثل له بحية وهو يصلي، فالتوى بقدميه وجسده حتى طلع عند رأسه، فلم يلتفت من صلاته ولا استأخر منها، فلما أراد أن يسجد التوى في موضع سجوده، فلما وضع رأسه للسجود فتح فاه ليلتقم رأسه، فجعل يفرك لحيته يستمكن من الأرض بسجدته، فقال له الشيطان: إني أنا صاحبك الذي كنت أخوفك وأتيتك من قبل الشهوة والرغبة والغضب، وأنا الذي كنت أتمثل لك بالسباع أو بالحية فلم أستطع لك شيئًا، وقد بدا لي أن أصادقك ولا أريد ضلالتك بعد اليوم.
فقال له: لا يومَ خوفتني بحمد الله خفتك، ولا لي اليوم حاجة في مصادقتك.