للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والغضب، فلم يستطع له شيئًا، فتمثل له بحية وهو يصلي، فالتوى بقدميه وجسده حتى طلع عند رأسه، فلم يلتفت من صلاته ولا استأخر منها، فلما أراد أن يسجد التوى في موضع سجوده، فلما وضع رأسه للسجود فتح فاه ليلتقم رأسه، فجعل يفرك لحيته يستمكن من الأرض بسجدته، فقال له الشيطان: إني أنا صاحبك الذي كنت أخوفك وأتيتك من قبل الشهوة والرغبة والغضب، وأنا الذي كنت أتمثل لك بالسباع أو بالحية فلم أستطع لك شيئًا، وقد بدا لي أن أصادقك ولا أريد ضلالتك بعد اليوم.

فقال له: لا يومَ خوفتني بحمد الله خفتك، ولا لي اليوم حاجة في مصادقتك.

قال: سلني عما شئت أخبرْك.

قال: وما عسيت أن أسألك عنه؟

قال: لا تسألني عن مالك ما فعل بعدك؟

قال: لو أردت ذلك لم أفارقه.

قال: فلا تسألني عن أهلك من مات منهم بعدك؟

قال: أنا ميت بعدهم أو قبلهم.

قال: فلا تسألني عما أضل به بني آدم؟

قال: بلى.

<<  <  ج: ص:  >  >>