للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: فأخبرني ما أوثق في نفسك أن تضلهم به؟

قال: ثلاثة أخلاق من لم يستطع بشيء منها غلبنا الشح والحدة والسكر؛ فإن الرجل إذا كان شحيحًا قلَّلنا ماله في عينه، ورغبناه في أموال الناس، فإذا كان حديدًا أدرناه بيننا كما يتداول الصبيان الكورة (١)، ولو كان يحيي الموتى بدعوته لم نيأس منه فإنما نبني ونهدمه بما نكمله (٢)، وإذا سكر اقتدناه كما يقتاد من أخذ العنز بأذنها حيث يشاء (٣).

وقد حكي عن الشيخ عبد القادر الكيلاني نظير هذه القصة في تصور الشيطان له في صورة الحية وهو في الصلاة، وفي قصته: إن الشيطان قال له: فتنت بذلك قبلك سبعين صدِّيقًا، وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك.

وأشرت إلى الثلاثة الأخلاق المشار إليها في أثر وهب بقولي: [من السريع]

بِالشُّحِّ وَالْحِدَّةِ وَالسُّكْرِ ... يَسْتَمْكِنُ الشَّيْطانُ فِيْ الْمَكْرِ

فَمَنْ خَلا مِنْها فَشَيْطانُهُ ... فِي غايَةِ الذِّلَّةِ وَالْقَهْرِ


(١) في "حلية الأولياء": "الكرة" بدل "الكورة".
(٢) في "حلية الأولياء": "فإن ما يبني يهدمه لنا بكلمة".
(٣) رواه ابن المبارك في "الزهد" (١/ ٥١٨)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (٤/ ٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>