للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفائدة هذا النداء حصول الاستيقاظ وإن لم يفهم النائم النداء.

ومثل ذلك قد يتفق في الحس بحيث ينادي بعض الإنس نائماً منهم ويذهب، فينتبه النائم ولا يعرف من ناداه.

وقد سمعت في بعض الليالي منادياً ينادي فاستيقظت، فلم أر أحداً.

وقد علم بذلك أن إيقاظ النائمين للصلاة من أخلاق الملائكة - عليهم السلام - كما أن تنويم المصلين من أخلاق الشياطين اللئام.

ومن المجربات للاستيقاظ متى شاء العبد: ما ذكره الثعلبي في "تفسيره" عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أن رجلًا قال له: إني أهم أن أقوم ساعة من الليل فيغلبني النوم.

فقال: إذا أردت أن تقوم أي ساعة شئت من الليل فاقرأ إذا أخذت مضجعك: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي} [الكهف: ١٠٩] الآية؛ فإن الله يوقظك متى شئت من الليل (١).

وقال الدارمي في "مسنده": أنبأ محمد بن كثير عن الأوزاعي، عن عبدة، عن رَزين قال: من قرأ آخر سورة الكهف لساعة من الليل قامها؛ قال عبدة: فجربناه فوجدناه كذلك (٢).

وروى ابن الضِّريس في "فضائل القرآن" عن إسماعيل بن أبي


(١) انظر: "تفسير القرطبي" (١١/ ٧٢).
(٢) رواه الدارمي في "السنن" (٣٤٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>