للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا علمت أن الملائكة تتنزه عن محال القذر، تعين عليك أن تبالغ في النظافة؛ فتصحبك الملائكة فتفر عنك الشياطين، ومهما أقمت على قذر في بدنك أو ثوبك أو محلك فقد استدعيت الشياطين ورضيت بمفارقة الملائكة المقربين إلا الحافظين من الكرام الكاتبين.

وكذلك لا تدخل الملائكة بيتا فيه شيء من مألوفات الشياطين كالتصاوير، والأجراس، والنحاسات، والروائح الكريهة.

وروى الطبراني في "الأوسط" بإسناد حسن عن عبد الله بن يزيد رضي الله تعالى عنه قال: لا ينقع بول في طست في البيت؛ فإن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه بول مستنقع، ولا تبولن في مغتسلك (١).

والحكمة في النهي عن البول في المغتسل واستنقاع البول كراهية البيت مفارقة الملائكة (٢)، وإذا فارقته الملائكة جاء الشيطان إليه ووسوس، فربما أطاعه في وسوسَته، ولذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَبُوْلَنَّ أَحَدُكُمْ فِيْ مُسْتَحَمِّهِ ثُمَّ يتَوَضَّأَ فِيْهِ؛ فَإِنَّ عَامَّةَ الْوَسْوَاسِ مِنْهُ". رواه الإمام أحمد، وأصحاب "السنن"، وصححه ابن حبان،


(١) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (٢٠٧٧). وحسن المنذري إسناده في "الترغيب والترهيب" (١/ ٨٢).
(٢) في "أ" و "ت": "واستنقاع البول في البيت كراهية مفارقة الملائكة" بدل "واستنقاع البول كراهية البيت مفارقة الملائكة".

<<  <  ج: ص:  >  >>