للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى الطبراني - قال صاحب "مثير الغرام إلى زيارة القدس والشام": وإسناده قوي - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "دَخَلَ إِبْلِيْسُ الْعِرَاقَ فَقَضَى فِيْهِ حَاجَتَهُ، ثُمَّ دَخَلَ الشَّامَ فَطَرَدُوْهُ، ثُمَّ دَخَلَ مِصْرَ فَبَاضَ فِيْهَا وَفَرَّخَ وَبَسَطَ عَبْقَرِيَّتَهُ" (١)؛ أي: بساطه.

وروى الإمام أبو عثمان الصابوني - وذكره عنه ابن رجب في "لطائفه" - أن رجلاً كان أسيراً ببلاد الروم فهرب من بعض الحصون، فقال: كنت أسير بالليل وأكمن بالنهار، فبينا أنا ذات ليلة أمشي بين جبال وأشجار فراعني ذلك، فإذا راكب بعير فازددت رعباً، وذاك أنه لا يكون ببلاد الروم بعير، فقلت: سبحان الله! في بلاد الروم راكب بعير، إنَّ هذا لعجب، فلما انتهى إليَّ قلت: يا عبد الله! من أنت؟

قال: لا تسأل.

فآليت عليه، فقال: هو إبليس، وهذا وجهي من عرفات، وافقتهم عشية اليوم، اطلع الله عليهم فنزلت عليهم الرحمة ووهب بعضهم لبعض، فدخلني الهم والحزن والكآبة، وهذا وجهي إلى قسطنطينية، أفرح بها، أسمع الشرك بالله والادعاء أنَّ لله ولداً.

فقلت: أعوذ بالله منك، فلما قلت هذه الكلمات لم أر أحداً.


(١) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٣٢٩٠) عن ابن عمر. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ٦٠): من رواية يعقوب بن عبد الله بن عتبة بن الأخنس عن ابن عمر ولم يسمع منه، ورجاله ثقات.

<<  <  ج: ص:  >  >>