للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذم والتحذير منها على الموصوفة بذلك، وما زال الصالحون على اتهام نفوسهم لهذه الأوصاف، وإنما كان الغالب عليهم الخير؛ لئلا يستحسنوا من أوصافها شيئاً فتميل إليه فتعبد نفسها من دون الله تعالى.

وقد تكلمنا على النفس والتحذير منها في "منبر التوحيد" ما ليس عليه مزيد.

وقد أحببت أن أورد في هذا المقام قصيدة حافلة رأيتها بخط بعض العلماء منسوبة إلى الإمام الغزالي حجة الإسلام رضي الله تعالى عنه، وهي غريبة في هذا الباب هي: [من المنسرح]

مَا بَال نَفسِي تُطيلُ شَكواها ... إِلَى الورى وَهِي ترتجي الله

تعُدُّ إصلاحها شِكايتَها ... ذَاك الَّذِي رَابَها وَأَرداها

لَو أَنَّهَا من مليكها اقْتَرَبت ... وَأَخْلَصتْ وِدَّها لأدْناها

لَكِنَّهَا آثرت بريَّتَه ... عَلَيْهِ جهلًا بِهِ فَأَقصاها

أَفقَرَها لِلوَرَى وَلَو لَجَأَت ... إلَيهِ مِن دُونهم لأَغناها

لَو فَوَّضت أمرهَا لِخَالقها ... وَصحَّحت صِدقهَا وتُكلاها

عوضهَا من همُومها فَرَجًا ... وَلم يَدعهَا لِطُول غَيَّاها

تُسخِّطُه فِي رضَى بَرِيَّتِهِ ... تَبًّا لَهَا مَا أجل بلواها

لَو أَنَّهَا للعباد مُسخِطةٌ ... مُرضيةٌ لِرَبِّهَا لأَرضاها

<<  <  ج: ص:  >  >>