للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الزهد" عن ابن شوذب (١).

وفي جودة الثياب نعيم الجسد ونعيم البصر، ومن هنا تعجب ابن آدم وهي على غيره كما تعجبه وهي عليه، فيتولد من النظر إليها على غيره الحسد، وعلى نفسه العجب.

وروى عبد الله في "زوائد الزهد" أيضًا عن عمران بن سليمان رحمه الله تعالى قال: بلغني أن عيسى بن مريم عليهما السلام قال: يا بني إسرائيل! تهاونوا بالدنيا تَهُنْ عليكم، وأهينوا الدنيا تكرم الآخرة عليكم، ولا تكرموا الدنيا فتهون الآخرة عليكم؛ لأن الدنيا ليست بأهل الكرامة، وكل يوم تدعو للفتنة والخسارة (٢).

وحقيقة فتنة المال والولد أن يمنعا العبد من طاعة الله، أو يبعثاه على معصية الله تعالى، وهما معرضان إلى كل بلاء وعناء في الدنيا والآخرة.

وقد روى الإمام أحمد، وأصحاب "السنن الأربعة" عن بريدة رضي الله تعالى عنه قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب فأقبل الحسن والحسين - رضي الله تعالى عنهما - عليهما قميصان أحمران، يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المنبر، وحملهما واحداً من ذا الشق, وواحداً من ذا الشق، ثم صعد المنبر، وقال "صَدَقَ الله؛ {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ} [التغابن: ١٥]


(١) ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٦/ ١٣٠).
(٢) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٢/ ٢٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>