للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمَأْوَى (٣٩) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (٤٠) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: ٣٩ - ٤١]

والمراد نهي النفس عن الهوى المخالف للحق، فإذا كان موافقاً للحق كان حرياً بالاتباع لا من حيث إنه هوى، بل من حيث إنه مأمور به.

وقد روى الإمام الزاهد نصر المقدسي رحمه الله تعالى في "حجته" - بإسناد صحيح كما قال النووي رحمه الله تعالى - عن عبد الله ابن عمرو - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُم حَتَّى يَكُوْنَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ" (١).

وحكي عن المأمون أنه كان يقول: أطيب الطيبات الحق إذا وافق الهوى.

ومن لطائف الآثار: ما رواه ابن الجوزي في "ذم الهوى" عن حسن الأسدي رحمه الله تعالى قال: كان عبد الله بن حسن بن حسين - رضي الله تعالى عنهم - يطوف بالبيت، فنظر إلى امرأة جميلة، فمشى إلى جانبها، ثم قال: [من البسيط]

أَهْوَى هَوَى الدِّيْنِ وَاللَّذَّاتُ تُعْجِبُني ... فَكَيْفَ لِي بِهَوَى اللَّذَّاتِ وَالدِّيْنِ

فقالت له: دعْ أحدَهما تنلِ الآخر.

وفي رواية: لقي امرأة جميلة، فلما نظرت إليه وإلى جماله مالت


(١) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>