للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا خَرَجْتُمْ مِنْ بُيُوْتكُمْ بِاللَّيْلِ فَأَغْلِقُوا أَبْوَابَهَا" (١).

وروى ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن يزيد رحمه الله تعالى قال: إن للشيطان قارورةً فيها نفوخ، فإذا قاموا إلى الصلاة أنشقهموها، فأمروا عند ذلك بالاستنثار (٢).

وعن إبراهيم - يعني: النخعي رحمه الله تعالى - قال: مسح أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الخفين، فمن ترك ذلك رغبة فإنما هو من الشيطان (٣).

وروى الإمام أحمد بسند جيد، عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي إِلاَّ اللَّبَنَ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ بَيْنَ الرَّغْوَةِ وَالضِّرعِ" (٤).

والمعنى أنَّ الشيطان يُحِب الموضع الذي يكثر فيه اللبن، وأكثر ما يكون في البادية، فالمراد التنفير من سكنى البادية؛ إذ تكثر فيها الألبان خشية من الشيطان كما في حديث عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه قال:


(١) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٢٢/ ١٣٧). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٨/ ١١٢): رجاله ثقات.
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (١٨٨٥).
(٤) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢/ ١٧٥). لكن عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -، وفي إسناده ابن لهيعة وهو ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>