قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في هذه الآية: أمر الله المؤمنين بالصبر عند الغضب، والحلم عند الجهل، والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله تعالى من الشيطان، وخضع لهم عدوهم كأنَّه ولي حميم. رواه البيهقي في "سننه"، والمفسرون (١).
واعلم أن الغضب يكون من نزغ الشيطان وحمية النفس، فإذا استعاذ بالله المؤمن عند غضبه بطل عنه عمل الشيطان ونزغه، ثم يرد حمية النفس بالحلم والعفو، ودفع السيئة بالحسنة، وقد أمن من شر غضبه.
قال خيثمة رحمه الله تعالى: كان يقال: إن الشيطان يقول: كيف يغلبني ابن آدم؛ إنه إذا رضي جئت حتى أكون في قلبه، وإذا غضب
(١) رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (٧/ ٤٥)، والطبري في "التفسير" (٢٤/ ١١٩).