قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوْذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَمِنْ هَمزِهِ وَنَفْثِهِ وَنَفْخِهِ".
قال: همزه: الموتة، ونفثه: الشهوة، ونفخه: الكبرياء. رواه ابن أبي حاتم وغيره (١).
وحقيقة الاستعاذة من الشيطان التجاء إلى الله تعالى، واعتصام بحبله من خلل يطرأ على العبد، أو خطأ يحصل منه في القراءة وغيرهما، وإقرار لله تعالى بالعبودية والقدرة، واعتراف من العبد بالضعف والعجز عن هذا العدو الباطن الذي لا يقدر على رفعه ومنعه إلا الله تعالى الذي خلقه، فهو لا يقبل مصانعة، ولا يدارى بإحسان، ولا يقبل رشوة، ولا يؤثِّر فيه جميل، بخلاف العدو الظاهر من جنس الإنسان كما دلت عليه الآيات الثلاثة من القرآن العظيم التي أرشد الله فيها إلى رد العدو الإنساني والشيطاني، فقال تعالى في سورة الأعراف:{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}[الأعراف: ١٩٩]، فهذا ما يتعلق بالعدو الإنساني.
(١) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (٥/ ١٦٤٠)، وكذا الإمام أحمد في "المسند" (١/ ٤٠٣).