للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر أبو إسحاق الثعلبي في "تفسيره" عن علي رضي الله تعالى عنه: إن أول من قال: (سبحان ربي الأعلى) ميكائيل عليه السلام، وإن من قالها في سجود فإذا مات زاره ميكائيل كل يوم، ويشفع له يوم القيامة، فيدخل الجنة (١).

وذكر في كتاب "العرائس"، ونقله عنه القرطبي، عن جعفر بن محمَّد، عن أبيه، عن جده، قال: إن لله تعالى ملكًا يقال له: حزقيائيل، له ثمانية عشر ألف جناح، ما بين الجناح إلى الجناح مسيرة خمس مئة عام، فخطر له خاطر، هل يقدر أن يبصر العرش جميعه؟ فزاده الله أجنحةً مثلها، فكان له ستة وثلائون ألف جناح، ثم أوحى الله إليه: أيها الملك طِر، فطار مقدار عشرين ألف سنة، فلم يقطع رأس قائمة من قوائم العرش، ثم ضاعف الله له في الأجنحة والقوة، وأمره أن يطير، فطار مقدار ثلاثين ألف سنة أخرى، فلم يصل أيضًا، فأوحى الله إليه: أيها الملك لو طرت إلى نفخ الصور مع أجنحتك، وقوتك لم تبلغ ساق عرشي، فقال الملك: سبحان ربي الأعلى، فأنزل الله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: ١]، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اجْعَلُوْها فِيْ سُجُوْدِكُمْ" (٢).

وفي "مسند الإِمام أحمد"، و"سنن أبي داود"، و"ابن ماجه"، وآخرين وصححه ابن حبان، والحاكم، عن عقبة بن عامر الجهني


(١) رواه الثعلبي في "التفسير" (١٠/ ١٨٢).
(٢) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (٢٠/ ١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>