ثم قد يؤدي الإصرار على أذية أولياء الله تعالى إلى غضب الله تعالى، فتحق على المصر كلمة العذاب، إلا أن قوم نوح لما تمادوا في الطغيان والفجور، والسَّفَه عليه وعلى أصحابه المؤمنين، وإيذائهم كيف دمر الله آخراً عليهم، ونهاه عن العطف عليهم، فقال تعالى:{وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}[هود: ٣٦].
وقال تعالى:{وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ}[هود: ٣٧].
فلم يسع نوحا عليه السَّلام بعد ذلك إلا أن قال:{رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا}[نوح: ٢٦].
ولذا قال الشيخ رضي الدين جَدي رحمه الله تعالى حيث يقول:[من السربع]
أيُّها الْواقِفُ مَعْ نَفْسِهِ ... في مَقامِ الْوَهْمِ وَالْغَلَطِ